منتديات العلواني الاسلامية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتدى اسلامي شامل
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 خصائل أبي بكر الصديق وأصحابه للشيخ العثيمين رحمه الله

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
عبد الله
Admin



المساهمات : 85
تاريخ التسجيل : 28/07/2008

خصائل أبي بكر الصديق وأصحابه للشيخ العثيمين رحمه الله Empty
مُساهمةموضوع: خصائل أبي بكر الصديق وأصحابه للشيخ العثيمين رحمه الله   خصائل أبي بكر الصديق وأصحابه للشيخ العثيمين رحمه الله I_icon_minitimeالأحد أغسطس 03, 2008 6:30 am

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الحمد لله الذي بعث نبيه محمد في خير القرون واختار له من الأصحاب أكمل الناس عقولا وأقومهم دينا أغزرهم علما وأشجعهم قلوبا قوما جاهدوا في الله حق جهاده فاقام الله بهم الدين وأظهرهم على جميع العالمين وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له اله الأولين والآخرين واشهد أن محمدا عبده ورسوله خاتم النبيين وإمام المتقين صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه والتابعين لهم بإحسان إلي يوم الدين وسلم تسليما .
أما بعد

فيا أيها الناس اتقوا الله تعالى وأعرفوا ما من الله به على نبيكم صلى الله عليه وسلم من الصحابة الكرام ذوي الفضائل العديدة والخصال الحميدة الذين نصر الله بهم الإسلام ونصرهم به وكان منهم الخلفاء الراشدون الأئمة المهديون الذين قاموا بالخلافة بعد نبي الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم خير قيام حافظوا على الدين ساسوا الأمة بالعدل والحزم والتمكين فكانت خلافتهم أفضل خلافة في التاريخ في مستقبل الزمان وماضيه تشهد بذلك أفعالهم وتنطق بذلك آثارهم وكان أجلهم قدرا وأعلاهم فخرا أبا بكر الصديق رضي الله عنه وهو عبد الله بن عثمان فما طلعت شمس ولا غربت على أحد بعد النبيين خير من أبى بكر خلف النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم في أمته بإشارة من رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فقد ثبت في صحيح البخاري وهو أصح كتب الحديث أن امرأة جاءت إلي النبي صلى الله عليه وسلم في حاجة لها فأمرها أن ترجع اليه فقالت أرأيت إن لم أجدك قال فأتي أبا بكر وهم النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أن يكتب كتابا لأبي بكر ثم قال يأبى الله والمسلمون الا أبا بكر وفي رواية معاذ، الله أن يختلف المؤمنون في أبي بكر وخلفه النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم على الناس في أعظم شعائر الإسلام بعد الشهادتين خلفه عليهم في الصلاة وخلفه عليهم في الحج فقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم أبا بكر أن يصلي بالناس حين مرض النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم وجعله أميرا على الناس في الحج سنة تسع من الهجرة وأمر أن تسد الأبواب المشرعة على المسجد كلها الا باب أبي بكر رضي الله عنه وفي هذا إشارة واضحة إلى أن أبا بكر رضي الله عنه هو الخليفة من بعده ولو كان أحد يستحق الخلافة بعد النبي صلى الله عليه وسلم سوى أبي بكر لخلفه النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم في الصلاة والحج كان أبو بكر رضي الله عنه من سادات قريش وأشرافهم وأغنيائهم شهد له ابن الدغنة ( سيد القارة ) أمام أشراف قريش بما شهدت به خديجة لرسول الله صلى الله عليه وسلم حين قال له ابن الدغنة انك تكسب المعدوم وتصل الرحم وتحمل الكل وتقري الضيف وتعين على نوائب الحق وهذه هي الصفات التي قالتها خديجة لرسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم حين أخبرها بنزول جبريل عليه بالوحي ولما بعث النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم بادر أبو بكر رضي الله عنه إلى الإيمان به وتصديقه ولم يتردد حين دعاه إلي الإيمان ولازم النبي صلى الله عليه وسلم طول إقامته بمكة وصحبه في هجرته ولازمه في المدينة وكان ثاني اثنين إذ هما في الغار إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا وشهد رضي الله عنه مع النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم جميع الغزوات وأسلم على يديه خمسة من العشرة المبشرين بالجنة وهم عثمان بن عفان والزبير بن العوام وسعد بن أبى وقاص وطلحة بن عبيد الله وعبد الرحمن بن عوف واشترى رضي الله عنه أعني أبا بكر سبعة من المسلمين يعذبهم الكفار بسبب إسلامهم فاعتقهم لله وإنقاذا من الكفار الذين يريدون أن يصدوهم عن دينهم وكان منهم بلال مؤذن رسول الله صلى الله عليه وسلم وعامر بن فهيرة الذي صحب النبي صلى الله عليه وسلم وأبا بكر في هجرتهما ليخدمهما وكان رضي الله عنه أعني أبا بكر أعلم الناس برسول الله صلى الله عليه وسلم ومدلول كلامه فحواه فقد خطب النبي صلى الله عليه وسلم في آخر حياته وقال إن عبدا خيره الله بين الدنيا وبين ما عنده فاختار ما عند الله هكذا جاء الحديث إن عبدا خيره الله بين الدنيا وبين ما عنده فاختار ما عند الله ماذا تفهمون منه أيها الأخوة إن أحدا لم يفهم هذا الكلام الا أبو بكر رضي الله عنه فهم أن المخير رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فبكى رضي الله عنه فعجب الناس من بكاءه لأنهم لم يفهموا ما فهم من هذا الكلام أما أبو بكر فكان اعلم الناس بمدلول كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان رضي الله عنه أحب الناس إلي رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال فيه النبي صلى الله عليه وسلم وهو يخطب الناس إن أمن الناس علي في ماله وصحبته أبو بكر ولو كنت متخذا من أمتي خليلا لاتخذت أبا بكر ولكن أخوة الإسلام ومودته والخليل هو الحبيب الذي لا يماثله أحد في المحبة يقول عليه الصلاة والسلام: ( لو كنت متخذا من أمتي خليلا لاتخذت أبا بكر) وجاء مرة أعني أبا بكر جاء مرة إلي النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم فقال : (يا رسول الله انه كان بيني وبين ابن الخطاب شئ فأسرعت إليه ثم ندمت فسألته أن يغفر لي يعني أن يسمح لي ما أخطأت به فأبى فأقبلت إليك يا رسول الله فقال النبي صلى الله عليه وسلم يغفر الله لك يا أبا بكر يغفر الله لك يا أبا بكر يغفر الله لك يا أبا بكر ثم إن عمر رضي الله عنه ندم الا يكون غفر لأبى بكر فأتى منزل أبي بكر فسأل أثم أبو بكر قالوا لا فجاء إلي النبي صلى الله عليه وسلم فسلم فجعل وجه النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم يتمعر حتى أشفق أبو بكر رضي الله عنه أن يقول النبي صلى الله عليه وسلم لعمر ما يكره فجثا أبو بكر على ركبتيه فقال يا رسول الله والله أنا كنت أظلم والله أنا كنت أظلم فقال النبي صلى الله عليه وسلم إن الله بعثني إليكم فقلتم كذبت وقال أبو بكر صدق وواساني بنفسه وماله فهل أنتم تاركو لي صاحبي فهل أنتم تاركو لي صاحبي) فما أوذي أبو بكر بعد هذا الكلام أبدا وكان رضي الله عنه اثبت الصحابة عند النوازل والكوارث ففي صلح الحديبية لم يتحمل كثير من الصحابة الشروط التي وقعت بين النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم وكانت هذه الشروط منها أن يرجع النبي صلى الله عليه وسلم وهو محرم أن يرجع من الحديبية دون أن يكمل عمرته وأن من جاء من قريش إلي النبي صلى الله عليه وسلم مسلما رده إليهم ومن جاء من المسلمين إلي قريش لم يردوه إلي المسلمين فشق ذلك على المسلمين مشقة عظيمة حتى إن عمر رضي الله عنه راجع النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك فقال له النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ( إني رسول الله ولست اعصيه وهو ناصري) فذهب عمر إلي أبى بكر رضي الله عنه لعله يساعده فقال له أبو بكر: ( أيها الرجل يعني عمر إنه لرسول الله وليس يعصي ربه وهو ناصره فاستمسك بغرزه فوالله إنه على الحق) هذه الكلمات التي قالها أبو بكر هي الكلمات التي قالها النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم لعمر فكان جواب أبي بكر رضي الله عنه لعمر بن الخطاب كجواب النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم سواء بسواء وفي هذا دليل على أنه رضي الله عنه أكمل الصحابة وأشدهم ثباتا في مواطن الضيق ولما توفي النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم اندهش المسلمون لهذه الفاجعة حتى قام عمر وهو في المسجد والناس في المسجد وأنكر موته وقال والله ما مات رسول الله صلى الله عليه وسلم وليبعثنه الله فليقطعن أيدي رجال وأرجلهم ولكن أبا بكر رضي الله عنه جاء فدخل على النبي صلى الله عليه وسلم فكشف عن وجهه وقبله وقال له: ( بابي أنت وأمي طبت حيا وميتا) ثم خرج إلى الناس فصعد المنبر فخطب تلك الخطبة العظيمة بقلب ثابت وقال: ( ألا من كان يعبد محمدا فان محمدا قد مات ومن كان يعبد الله فإن الله حي لا يموت وتلا قول الله عز وجل : ( إنك ميت وإنهم ميتون ) وتلا أيضا ( وما محمد الا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئا وسيجزي الله الشاكرين ) تلا أبو بكر رضي الله عنه هاتين الآيتين بقلب ثابت مطمئن وهو بلا شك أشد الناس فجيعة برسول الله صلى الله عليه وسلم ولكن المؤمن يكون قلبه عند النوازل أشد ثباتا إذا ثبته الله نسال الله أن يثبت قلوبنا وقلوبكم عند الشدائد حتى تكون أوثق إيمان وأشد طمأنينة هاتان قضيتان يتجلى فيهما ثبات أبي بكر رضي الله عنه وحزمه وقوته على سائر الصحابة أما القضية الثالثة فهي أنه لما أراد أن ينفذ جيش أسامة بعد وفاة النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم وكان النبي صلى الله عليه وسلم قد نفذ هذا الجيش وخرج الجيش إلى ظاهر المدينة ثم توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم والجيش لم يغادر بعد وارتد من ارتد من العرب راجع عمر رضي الله عنه وغيره من الصحابة راجعوا أبا بكر الا يسير الجيش من أجل حاجتهم اليه في قتال أهل الردة ولكنه رضي الله عنه صمم على تنفيذه وقال : (والله لا أحل راية عقدها رسول الله صلى الله عليه وسلم ولو أن الطير تخطفنا ) هكذا أيها المؤمنون هكذا الثبات أتدرون ماذا كانت الحال بعد هذا لما رأى العرب أن المسلمين سينفذون الجيش من المدينة إلي أطراف الشام قالوا إن هؤلاء عندهم من القوة ما يريدون أن يقاتلوا الروم فماذا يكون عندهم لقتالنا وتراجع كثير من الناس عن الردة بسبب تنفيذ هذا الجيش لان تنفيذ، تنفيذ لما أراده رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فكان في تنفيذه بركة وخير هذه ثلاث قضايا تدل على حزم أبي بكر وعلى ثباته وعلى شجاعته أما القضية الرابعة فإنه لما مات رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم وارتد من ارتد من العرب ومنعوا الزكاة عزم رضي الله عنه على قتال هؤلاء المرتدين المانعين من الزكاة فراجعه من راجعه من الصحابة في ذلك فصمم على قتالهم وقال: ( والله لو منعوني عقالا كانوا يؤدونه إلي رسول الله صلى الله عليه وسلم لقاتلتهم على ذلك) قال عمر بن الخطاب: ( فعرفت أن ذلك هو الحق) وصفه علي بن أبي طالب رضي الله عنهما فقال: ( كنت أول القوم إسلاما وأخلصهم إيمانا وأحسنهم صحبة وأشبههم برسول الله صلى الله صلى الله عليه وسلم هديا وسمتا وأكرمهم عليه خلفته في دينه وأمته أحسن خلافة حين ارتدوا ولزمت منهاج رسول الله صلى الله عليه وسلم كنت كالجبل لا تحركه العواصف ولا تزيله القواصف متواضعا في نفسك عظيما عند الله أقرب الناس أطوعهم لله وأتقاهم) هكذا قال علي رضي الله عنه في أبي بكر لان عليا ذو فضل ولا يعرف الفضل لأهله الا ذو الفضل وسأل علي بن أبي طالب رضي الله عنه ابنه محمد بن الحنفية قال يا ابتي من خير الناس بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم قال علي رضي الله عنه: (أبو بكر قال ثم من قال عمر) هكذا قال علي بن أبي طالب صح ذلك في البخاري وغيره ولهذا نقول إن علي بن أبي طالب عرف الفضل لأهله لانه ذو فضل وانما يعرف الفضل من الناس ذويه توفي أبو بكر رضي الله عنه بعد أن تولى الخلافة وسار في الناس سيرة حميدة وبارك الله في مدة خلافته على قصرها فقد كانت مدة خلافته سنتين وثلاثة أشهر وتسع ليال فمات رضي الله عنه الثلاثاء بين المغرب والعشاء ليلة ثلاث وعشرين من جمادى الثانية سنة ثلاث عشرة من الهجرة وكان من بركته رضي الله عنه أن خلف على المسلمين أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه فإن هذا والله من توفيق الله عز وجل ومن حسنات أبي بكر رضي الله عنه وعن عمر وعن عثمان وعن علي وعن جميع الصحابة إنه على كل شئ قدير أيها المسلمون استمعوا إلى قول الله تعالى: ( والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه وأعد لهم جنات تجري من تحته الأنهار خالدين فيها أبدا ذلك الفوز العظيم) اللهم إنا نسالك في مقامنا هذا أن تجعلنا من الذين اتبعوهم بإحسان اللهم أجعلنا ممن اتبعوهم بإحسان اللهم اجعلنا ممن اتبعوهم بإحسان اللهم احشرنا في زمرتهم اللهم اجمعنا بهم في جنات النعيم انك على كل شئ قدير اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك محمد وعلى آله وصحبه أجمعين . الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه وأشهد ألا اله إلا الله وحده لا شريك له شهادة أرجو بها النجاة يوم ألاقيه وأِشهد أن محمدا عبده ورسوله المصطفى على خلقه الذي بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة فصلوات الله وسلامه عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلي يوم الدين .
أما بعد

أيها المسلمون فانه ثبت عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أنه قال خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم هكذا صح عن النبي صلى الله عليه وسلم وهذا أمر متفق عليه بين أهل السنة أن خير هذه الأمة بعد نبيها هم الصحابة رضي الله عنهم وأن خيرهم أبو بكر رضي الله عنه ثم عمر بن الخطاب رضي الله عنه ثم عثمان بن عفان رضي الله عنه ثم علي بن أبي طالب رضي الله عنه وأنه في الفضل على ترتيبهم في الخلافة وأنهم في الخلافة على هذا الترتيب والنسق الذي اتفق عليه المسلمون إن علينا أيها الأخوة أن نترضى على هؤلاء الصحابة وأن نسال الله أن يثيبهم خير ثواب على ما قدموا لهذه الأمة وأن نكف عن مساوئهم وأن نعتقد أن ما وقع من بعضهم فإنما وقع عن اجتهاد إما أن يكونوا مصيبين فيه فلهم أجران وإما أن يكونوا مخطئين فيه فلهم أجر واحد وما سبق لهم من الفضائل والمناقب فإن هذا الخطأ منغمر في ذلك إن علينا أن نكف ألسنتنا عن القدح فيهم لأن القدح في صحابة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم قدح فيهم وقدح في شريعة الله وقدح في رسول الله صلى الله عليه وسلم وقدح في حكمة الله أما كونه قدح فيهم فالأمر ظاهر أما كونه قدحا في الشريعة فلأنهم الذين حملوا إلينا شريعة الله هم الذين رووها عن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم هم الذين حملوها إلي التابعين وحملها التابعين إلي من بعدهم حتى وصلت إلينا وستبقى بحول الله ستبقى إلي يوم القيامة لا يزال طائفة من هذه الأمة على الحق ظاهرين لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم إلى أن يأتي أمر الله وأما كون ذلك قدحا في رسول الله صلى الله عليه وسلم فلأن رسول الله صلى الله عليه سلم اختار الله أن يكون أصحابه هؤلاء البررة فإذا قدح فيهم إنسان لزم من هذا أن يكون صحابة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم في قفص الاتهام وفي محل القدح والقدح في الصاحب قدح فيمن صاحبه ولهذا جاء في الحديث: ( المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل) فهل يعقل أن يكون صحابة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم محل القدح وفي قفص الاتهام وهم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم الا أن يكون ذلك قدحا في رسول الله وأما كونه قدحا في حكمة الله فلأنه ليس من الحكمة أن يختار الله لأشرف الرسل عنده من هم في قفص الاتهام وفي مكان القدح هذا بلا شك ينافي الحكمة وبهذا يتبين أن حكمة الله وأن صحبة رسول الله وأن حفظ شريعة الله كل ذلك يقتضي أن يكون الصحابة رضي الله عنهم محل ثناء ومحل فضل ومحل مناقب وأنه لا يجوز لنا أن نتحدث عنهم بسوء وأن ما ورد عنهم مما يظن أنه سوء بعد عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فإنما هم فيه مجتهدون إما مصيبون وإما مخطئون فإن أصابوا فلهم أجران وإن اخطئوا فلهم أجر واحد إننا نقول من على هذا المنبر ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا ربنا إنك رؤوف رحيم واعلموا أيها الاخوة أن خير الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة في الدين بدعة وكل بدعة ضلالة فعليكم بالجماعة فإن يد الله على الجماعة ومن شذ، شذ في النار أتدرون من الجماعة وما المراد بالجماعة الجماعة هم الذين اجتمعوا على شريعة الله غير متفرقين فيها ولا متباعدين ولا متباغضين والجماعة هي أن نجتمع على شريعة الله سواء لا يختلف بعضنا عن بعض هذه هي الجماعة ومن مقوماتها أن نصلي الصلوات الخمس جماعة في المساجد كما أمر بذلك النبي صلى الله عليه وسلم إن يد الله على الجماعة ومن شذ، شذ في النار واعلموا أن الله أمركم بأمر بداءه بنفسه فقال جل من قائل عليما: ( إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما ) فسمعا لك اللهم وطاعة اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك محمد اللهم ارزقنا محبته واتباعه ظاهرا وباطنا اللهم توفنا على ملته اللهم احشرنا في زمرته اللهم اسقنا من حوضه اللهم أدخلنا في شفاعته اللهم اجمعنا به في جنات النعيم مع الذين أنعمت عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين اللهم أرضى عن خلفاءه الراشدين أبي بكر وعمر وعثمان وعلي أفضل أتباع المرسلين اللهم أرضى عن الصحابة أجمعين وعن التابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين اللهم أرضى عنا معهم بمنك وكرمك يا رب العالمين اللهم أعز الإسلام والمسلمين اللهم أعز الإسلام والمسلمين اللهم أعز الإسلام والمسلمين اللهم اجعلنا من حملته الناصرين له المنصورين به يا ذا الجلال والإكرام اللهم إنا نسألك أن تنصر المسلمين في كل مكان اللهم انصر إخواننا المسلمين في البوسنة والهرسك اللهم دمر الصرب والكروات اللهم دمرهم تدميرا لا يقومون بعده اللهم دمر من يعينهم على المسلمين بمنك وكرمك يا رب العالمين اللهم أرنا في إخواننا المسلمين ما يسرنا من النصر المبين والعز والتمكين وأرنا في الصرب والكروات ومن يعاملهم ما يسرنا من الهزيمة والخذلان والدمار والهلاك يا أرحم الراحمين اللهم أنصرهم اللهم أنصرهم اللهم أنصر إخواننا في البوسنة والهرسك اللهم أعنهم على ما أصابهم من برد الشتاء ومن اعتداء الأعداء يا ذا الجلال والإكرام اللهم تقبل منا انك أنت السميع العليم اللهم تقبل منا إنك أنت السميع العليم اللهم تقبل منا إنك أنت السميع العليم عباد الله إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون وأوفوا بعهد الله إذا عاهدتم ولا تنقضوا الأيمان بعد توكيدها وقد جعلتم الله عليكم كفيلا إن الله يعلم ما تفعلون وأذكروا الله العظيم الجليل يذكركم وأشكروه على نعمه يزدكم ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون .


منقول من موقع الشيخ رحمه الله
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://alouani.yoo7.com
 
خصائل أبي بكر الصديق وأصحابه للشيخ العثيمين رحمه الله
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات العلواني الاسلامية :: القسم العام :: سير وتراجم الصحابة و الصالحين-
انتقل الى: